المقالات

الام وفقدان الجانب الأبوي في التربية

أ. ضوية سيد حسن 

حرصت أمينة على الاهتمام بتربية ابنها اليتيم بشكل مبالغ تعويضا عن فقد أبيه، فأغدقت عليه بالحنان الزائد ملبيةً جميع احتياجاته ورغباته، من تجهيز ملابسه وإعداد طعامه وحتى تأدية واجباته معتمدا عليها في كل أمور حياته، اعتقادا منها أنها تعوضه عن حنان أبيه المفقود.

فلم تتح الفرصة لأخواله وأعمامه المشاركة معها في تربيته، ظنا منها أنها هي الأفضل في تربيته، كونها أمه والأعرف بحاجاته ومشاعره ومتطلباته وظروفه ومشاكله، فتخشى من تعنيفه أو زجره أو حتى تقديم النصح والتوجيه له من قبل الآخرين، وترى أنها هي الأعلم في القيام بمهام تربيته، مما انعكس على ارتباطه وتعلقه الزائد بها.

بيت جدي بستان لا ينضب

أ. فضيلة حمّاد

زارت ريما بيت جدتها يوم الإجازة الأسبوعية، فاحتضنتها الجدة وقالت لها كم أحبك يا صغيرتي! لقد اشتقت إليك، هيا تعالي معي فلقد جهزت لك بعض المأكولات اللذيذة، وأنا اليوم كُلِّي لك فاطلبي ما تريدين.
استلطفت ريما مقولة جدتها " فاطلبي ما تريدين" وانتهزت تلك الفرصة لدغدغةِ قلب جدتها الكبير لتطلب منها ما ترغب فيه، ذلك الذي لم يوفرانه لها والداها.

قالت ريما والدي لا يسمحان لي باستخدام الهاتف النقال ويقولان أنهما يخافان علي وعلى صحتي منه، ولكني أرغب أن ألعب ببعض الألعاب المسلّية فيه، فهل يمكنكِ تلبية طلبي؟ تحيّرت الجدةُ وقالت: يا ليتني لم أقلْ لها اطلبي ما تريدين، ولو أعطيتها خياراتٍ مفيدةً لكان أفضل لها، وفكرت بما الذي عليها فعله الآن؟ لكن مشاعر وعواطف الجدة الحنون غلبتها وقالت في نفسها ماذا سيحدث لو أعطيتها الهاتف النقال وهي مرة واحدة ولن يضرها شيء، فأنا لا أستطيع أن أرفض لها طلباً، أريد أن أراها سعيدة وفرحة...

طلب التأييد بالإعجاب

ولبرنامج "كن حرًا" رأي

طلب التأييد بالإعجاب
أصبح من الشائع أن يشارك الأبناء في مسابقات فنيّة أو ثقافية أو غيرها ويتم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بحيث تعتمد نتائج تلك المسابقات على عدد التأييد الذي يتم الحصول عليه بالضغط على علامة التأييد "لايك". وتبدو العملية منصفة إذ أنّها تعتمد على رأي الجمهور في التقييم، ولكنّها تحمل فجوة واسعة من الممكن أن توجه النتائج بعيدًا عن حقيقة جودة العمل. فنرى العديد من الرسائل التي تُرسل من قبل الآباء والأقرباء تطلب من مستلمها وضع تأييد "لايك" على عمل لأبنائهم المشاركين في المسابقة. فمن الممكن أن يقوم مستلم الرسالة بوضع علامة التأييد "لايك" مع وجود من هم أجدر بها في تلك المسابقة إما حبًا في الطفل وأسرته، أو خوفًا من اتهامه باللامبالاة وعدم احترام تآزر العائلة، أو رغبة في كسب مودة والدي الطفل وأقربائه والقيام بجميل من أجلهم.

أزمةُ "كورونا" وحمايةُ أبنائنا من آثارها- الحلقة الأولى

أ. فضيلة حمّاد

خيارك أن تكون سنداً قوياً لأبنائك يُشعرهم بالأمان
لم يتوقعْ الكثيرُ منَّا بأنَّ " فيروس كورونا "سيجبُرنَا على المكوثِ في البيتِ لحمايةِ أنفسنَا منه، ولم يخطرْ على بالِ أحدٍ بأنَّنا كأفرادِ أسرةٍ سنكونُ متواجدينَ معًا لوقتٍ لا نعرفُ نهايته، فلقد أَجبَر" فيروس كورونا" معظمُ الآباء بالتواجدِ مع أبنائِهم في المنزل، فأصبحوا بينَ خيارين أما اختيارُ ما يجعلُ أبناءَهُم أقوياء، يشعرون معهم بالأمان، وأما الاستسلامُ للواقعِ وما يخلِّفه من توترٍ وقلقٍ وخوف والذي سيتأثرُ به الأبناء.

هل فرض قيمة المشاركة على الأطفال تعلمهم إياها؟

د. رنا الصيرفي

من المواقف المتكررة في عالم الأطفال، هو أن يطلب طفل من الطفل الاخر مشاركة ألعابه، وإذا لم يلق التجاوب المطلوب يلجأ للبكاء. وغالبا ما تجد الأم نفسها محرجة في هذا الموقف، فإذا لم يشارك طفلها ألعابه، فقد تخشى من أن تصرف طفلها يعطي صورة سلبية عنها بأنها لم تربيه على النحو الصحيح. لذا قد تطلب من ابنها مشاركة ألعابه، وإذا لم يستجب قد تهدده، أو ترغمه على ذلك.

لكن هل تصرف الأم يعلم الطفل قيمة المشاركة؟

لحظات جميلة قد لا تعوض

أ. فضيلة حماد

بينما كانت أم سامي منشغلة في قضاء بعض الأعمال المنزلية، دخل عليها ابنها سامي فرحاً مسروراً حاملاً شهادة تفوقه يُريد أن يفاجئها بنجاحه، وارتفاع تحصيله الدراسي، فقال لها ماما لدّي مفاجأة لك.
اقتربت منه وقالت له: هيا أخبرني ماهي مفاجأتك؟ فقال لها: لقد تم تكريمي اليوم يا أمي ومنحوني شهادة تفوق، وأنا فرحٌ مسرورٌ وأريد أن أخبركِ عما حصل.

كلمات تبقى على مر الزمان...

د. رنا الصيرفي

كم مرّة حدث أن قمت بعمل ما أو رأيت شيئًا وتذكرت حينها مقولة لأحد والديّك أو جديّك أو أحد المقرّبين لديك؟
أحيانًا نتذكر بوضوح عبارات كان يردّدها على مسامعنا أشخاص قريبون منا، فنسترجعها وتحدث أثرها فينا بشكل مباشر، وأحيانًا أخرى قد لا نتذكر العبارات لكنها تعمل في داخلنا وبقوة، ولا نكتشفها إلا بعد مدة.

كيف نختار الكلمات التي تؤثر إيجاباً على أطفالنا؟

أ. شفيقة الغسرة

الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة تكون يومياتهم مليئة بالأنشطة العديدة والمنوعة والتي تتخللها أحياناً بعض الأخطاء. يحدث أحياناً بعض الشجار بين الأطفال أثناء اللعب مع بعضهم وخصوصاً بين الأخوان ، فيضربون بعضهم أو يكسرون ألعاب بعضهم البعض، وقد يسبب هذا الشجار نوعاً من الإزعاج لآبائهم ، وخاصةً عندما يكونون في حاجة للراحة أو عندما يكونون مضغوطين بأمور أخرى أو غيرها من الأسباب ، مما يؤدي ببعض الآباء إلى التلفظ أحياناً على أطفالهم بكلمات غير جيدة ، كوصفهم بأوصاف تنتقص من شخصيتهم وتسخر من شأنهم، أو يصفونهم بأنهم أطفال عنيدون ومشاكسون وعشوائيون وفوضويون ، مما تسبب لهم هذه الألفاظ والكلمات مشاعر مؤلمة ومزعجة.

المعلم وتطوير الجانب الانساني للمعاق

أ. ذكريات حميد

للمعلم دور كبير في صناعة حياة الطلاب، فإذا كنت معلما تتعامل مع طلبة ذوي الاعاقة ففرصتك كبيرة وعظيمة في تطوير الجانب الانساني لديهم، الذي غالباً لا يكون من ضمن سلم أولويات بعض المعلمين. وأنت كمعلم يمكنك مساعدتهم لجعل ثقتهم بأنفسهم أفضل وتساهم في تحسين صورتهم الذاتية،التي عادة ما تكون ضعيفة وهشة.

كذلك يمكنك تعزيز تعاملك الانساني من خلال طريقة كلامك معهم، فتكلمهم بطريقة تنم عن الاحترام والتقدير كأن تنظر في أعينهم، وتعبر بلحن لا يحمل نبرة القسوة أو الاستهزاء، مستخدماً كلمات تدل على المحبة الإنسانية والاهتمام، وتساعدهم من خلال ذلك أن يروا إنسانيتهم أولا قبل إعاقتهم التي كثيراً ما يركزون عليها في المرتبة الأولى، فإنك بذلك تصنع فرقا كبيرا ومؤثرا في حياتهم.

هل يستهزأ ابنك بالآخرين؟

أ. فضيلة حمّاد

يقوم أبناؤنا أحياناًبشكل متكرر ومتعمد بالاستهزاء بأي اختلاف يجدونه في أقرانهم وزملائهم في المدرسة أوالمحيطين بهم. وهذا السلوك له الكثير من الأضرار، فمن اُستهزئ به بسبب اختلاف شكله وطريقة لباسه أو كلامه، فإن ذلك سيؤثر عليه سلباً وبأشكال مختلفة. وأما من قام بسلوك الاستهزاء فإنه سيفقد ثقة الآخرين به، وسيخسر علاقاتٍ وصداقاتٍ مبنيةً على محبة الآخرين له ولو تقرب بعضهم منه فخوفاً أوطلباً لرضاه، كما إنه سيكون معرضاً للوقوع في المشكلات المتكررة.

حينما يرى الآباء سلوك الاستهزاء في أبنائهم أو تُنقل إليهم شكاوى عن قيامهم به، فقد يُحاول بعضهم معالجة هذا السلوك بوضع حلول مناسبة من أجل مساعدتهم على تركه، وآباء آخرون قد يتعاملون مع هذا السلوك على إنه مشكلة عابرة قد تمر بسلام كما غيرها فلا يجدّون لوضع حلولٍ لها. ولكي يحصل الآباء على حلول مستدامة عليهم أن لا يعتبروه مشكلة عابرة وإنما يُولونه اهتمامهم بوضع حلولٍ وقوانينَ حازمةٍ تُساهم في أن يتوقف هذا السلوك.

مساعدة الأبناء على تحمل مسؤولية قراراتهم وتصرفاتهم

د. رنا الصيرفي

الآباء بطبيعتهم لا يحبون أن يروا أبناءهم يخطأون. فإذا أخطأ الأبناء، فإنهم قد يلجأون إلى حمايتهم من نتائج هذا الخطأ، بأن يقوموا هم بتحمل هذه النتائج.
إن تحمل الأبناء لنتائج أخطائهم يساعدهم على تحمل مسؤولية قراراتهم وتصرفاتهم. أما إذا قام الآباء بتحملها أو رفعها عنهم، فإنهم بذلك يحرمونهم من التعرف على مسؤوليتهم في ذلك.

فقد تقوم الأم بحل الواجب عوضاً عن ابنها الذي تكاسل ونام قبل أن يحله لكي لايخسر درجاته، وقد يتستر الأب على ابنه الذي شوه سمعة زميلة في الفصل ونشر عنه الإشاعات، أو قد يدفع الوالدان مبلغًا إضافياَ للإبنة التي صرفت مصروفها بإسراف.

المكاتبة ...طريقة فعالة للتواصل وبناء علاقة مع الأبناء

بقلم د. رنا الصيرفي

في ظل الحياة المتسارعة نجد أن كثيراً من العلاقات بين الآباء والأبناء أصبحت منحصرة في الضروريات، وبعض النواحي البسيطة من الحياة اليومية، وتقل فيها الأحاديث التي تبني علاقة قوية أو يعبر فيها طرف عن مشاعره تجاه الطرف الآخر.

إحدى الطرق لبناء علاقة جميلة مع الأبناء هي المكاتبة، أي أن يكتب الآباء لأبنائهم وبالعكس. تتميز المكاتبة بأنها تسهل عملية التواصل بين الآباء والأبناء، وتخلق فرصاً للتعبير عن المشاعر، وتكوين علاقة أعمق من مجرد أوامر أو طلبات بين الطرفين لأداء أعمال يومية مثل تنظيف الغرفة أو المذاكرة وغيرها.

الداعم الرئيسي لبرنامج "كن حرا"

Image

تابعونا على